فترة الـ ( لا ) عند الطفل‬ ‬

بقلم الاخصائية النفسية: رفاه دادا
يعترض الاطفال كثيراً على أوامر و آراء الآباء و الأمهات وكثيراً ما يفاجأ الأهل بطفلهم يعاند لمجرد العناد و يرفض أي شيء لمجرد الرفض و بدون سبب واضح , حينها تكثر شكوى الأمهات من شقاوة ابنائهم و عدم طاعتهن و يتساءلن عن الطريقة المثلى للتعامل معهم ، والحقيقة ان كلا الوالدين يجهلان فترات ومراحل نمو الطفل ، خاصة تلك الفترة المحيرة ، فترة الـ \” لا \” عند الاطفال.
يقول أحد علماء نفس الاطفال: انه ليس هناك طفل هادئ و مطيع معظم الوقت فكل طفل تمر به فترات يكون فيها شقيا او غير مطيع او غير منظم . ويمكن معرفة ذلك بالعلامات التالية :
1-    استمرار ثورات الغضب لفترات طويلة.
2-     تقلبات المزاج .
3-    صعوبة التكيف مع المواقف و الانشطة الجديدة .
4-     النشاط الزائد.
5-    عدم انتظام مواعيد تناول الطعام و النوم .
6-     الحساسية الزائدة للأصوات .
والشيء المطمئن هو أنه نادرا ما تظهر هذه الأعراض مجتمعة عند طفل واحد لأنه لو اجتمعت هذه الأشياء في طفل لأصبح ليس صعبا فقط ولكن غير محتمل.
يعترض الأطفال كثيراً على أوامر و آراء الآباء و الأمهات  وهذا طبيعي لاختلاف الزوايا و لأننا هنا نتحدث عن خبرات مختلفة ومستوى نضج آخر .
– ترى ماهو السبب وراء عصبية الأبناء تجاه آبائهم ؟ وما هو الدافع الذي يجعل هؤلاء الصغار ينتهزون بعض الفرص لمضايقة من لم يبخل عليهم بشيء و قدم كل مالديه من حب ومال ومجهود لتنشئتهم و تربيتهم؟

كثيراً ما يفاجأ الأهل بطفلهم يعاند لمجرد العناد و يرفض أي شيء لمجرد الرفض و بدون سبب واضح ولأبسط الاشياء او يتبع أسلوب اللامبالاة الذي يقف أمامه الأهل حائرين .
يقول د . أحمد خيري أستاذ الطب النفسي : يوجد في مرحلة نمو الطفل فترة الـ \” لا \” فالطفل ينطق \” لا \” قبل \” نعم \” وهو يفعل ذلك إظهاراً للذات و ليقول للعالم : انني أصبحت ابن آدم منفرداً بذاتي ، وانني موجود ثم تختفي هذه المرحلة و ترجع مع البلوغ و المرحلة التي يبحث فيها لنفسه عن دور في المجتمع ، وفي هذه المرحلة يعتبر ان \” لا \” تسمح له بالنمو النفسي و تكوين شخصيتة ، وبعد ذلك يكتشف أن \” لا \” و \” نعم \” لا يتعارضان مع النمو و البلوغ النفسي .
وحول هذه المشكله علينا ان نعد أنفسنا الآن أصدقاء و زملاء لأولادنا لا مجرد آباء ، و عندما نعاملهم على أنهم زملاء فإنهم سوف يعاملونا بالمثل فكما يواجه الطفل زميله في المدرسه بصراحة و يؤنبه و يخالفه فإنه سوف يلجأ لنفس الاسلوب في البيت .
ونحن نعيش في عالم يتطور بسرعة و يدلل الطفل و يعطيه كماً هائلاً من المعلومات و الإمكانات التي لم تكن متوافرة قبل 15 عاما مثلاً فهناك مجالات كثيرة منها الكمبيوتر على سبيل المثال ، نجد فيه الاطفال أكثر قدرة على التعامل معها من الكبار كما أن التلفاز و الفيديو و شبكة المعلومات \” الانترنت \” تمدهم بمعلومات لم تكن متوافرة للأجيال التي سبقتهم . انه عالم يجبر الأطفال على ان يكبروا و ينمو بمعدلات أسرع . ويضيف : إن الأطفال كثيراً ما يستفزون الكبار عندما لا يكفيهم الرد الذي حصلوا عليه من أولياء الأمور و أنه من الخطأ أن يكون رد الفعل بالتأنيب أو الأمر مثل \” اذهب الى حجرتك \” \” لا أريد أن أسمع كلمة أخرى حول هذا الموضوع \”\” من أين لك هذا الكلام \” . يجب مناقشة الطفل فيما قاله فإنه من الخطأ تجاهل ما قاله و عقابه عليه دون أن يفهم السبب ، ومن المفيد ألا يكون ذلك في نفس لحظة الشجار. وهناك نقطة أخرى مهمة في العلاقات بين الوالدين و الأطفال ، فيجب أن تكون هناك إجابات على ما يطرحونه من الاسئلة .
حتى لو بدا غريباً و محرجاً و إذا لم يكن لدى الوالدين إجابات فإن عليهما أن يبحثا و ينقبا للعثور عليها ، فإن هذا هو الأصح فالطفل لا يسعده إطلاقاً أن يسمع إجابة مثل ( لا نعرف ) أو ( إن هذا ليس هو الوقت المناسب لهذه الأسئلة ) .  يجب أن يتعلم الآباء أن يتقبلوا الأبناء كما هم و ليس كما يرغبون أن يكونوا أو كما الصورة التي شكلوها في أذهانهم فمن الممكن أن ينشأ الطفل على غير ما أراد أو تخيل كل من الأب و الأم . و بعض أولياء الأمور لا يرون حقيقة أبنائهم و بالتالي فهم يتعاملون معهم على أساس الصورة الراسخة في اذهانهم فمن الضروري أن تعامل الأطفال كما خلقهم الله و يجب السماح لهم بتكوين شخصيتهم لا محاولة تشكيلهم .

وإليك اخي ولي الأمر بعض النقاط التي وضعها الدكتور توروكي للتعامل مع أكثر الأطفال صعوبة :
1 – مشكلة عدم انتظام مواعيد النوم و تناول الطعام : ضع نظام صارم للطفل على الا تجبره على تناول الطعام أو النوم ، بحيث يدخل الطفل سريره و يجلس يقرأ و يلعب كيفما شاء .
2 – النشاط الزائد : ان الطفل الذي لا يأخذ كفايته من الراحة و النوم يكون غير منتظم و يحتاج إلى روتين ، فمثلاً يمكنك تعويده على أن يأخذ حماماً دافئاً ثم يغسل أسنانه ثم يقرأ قصته في السرير حتى ينام على أن يكون هذا هو النظام المتبع في كل يوم .
3 – مشكلة التكيف مع المواقف الجديدة : يجب أن لا نحكم على الطفل من أول وهلة بل نتيح له الفرصة لكي يأخذ وقته مع كل موقف جديد في حياته .
4 – واخيراً ، حاول عدم تقديم اختبارات عديدة للطفل و لا تكثر من الإيضاحات و التفسيرات و حاول دائما أن يكون تعاملك مع التصرف السيء و ليس مع السبب الذي أدى إلى حدوثه . و الشيء الطريف هو أن معظم هؤلاء الأطفال إذا عرف آباؤهم و أمهاتهم كيف يتعاملون معهم نراهم يتحولون تدريجياً ليصبحوا في غاية الطاعة و النظام و الهدوء في سن دخول المدرسة . كما انهم يكونون إيجابيين في حياتهم و تظهر عليهم بوادر الإبداع فإذا استطعت التذرع بالصبر و الثبات في السنوات الأولى كان جزاؤك عظيماً فيما بعد

المرجع:استراتيجيات التربية العملية للطفل