ما بين أحلامنا الضائعة وتوقعاتنا الكبيرة وتصوراتنا عن شكل الحياة الأفضل وما تتطلبه نوعية هذه الحياة ،نلجأ إلى إغراق أطفالنا بموج من الأفكار والتجارب والخبرات، اللغات، الموسيقا، الرياضات المتنوعة, وهوس التفوق الدراسي، ونسعى جاهدين لنشرك أطفالنا في كل ذلك، متغافلين عنهم وعن عالمهم الخاص الذي يعيشون فيه بما يحبون وبما يرغبون.
إلى أن تأتي اللحظات التي يتصادم فيها عالمهم مع رغباتنا، فيظهر الأطفال قلة الحماس وعدم الرغبة وعدم الالتزام، ونظهر نحن التوتر والغضب، وتبدأ العلاقة بيننا بفقدان مكون الثقة والأمان، ويبدأ الشعور بالغبن وعدم الجدوى.
إن خير ما نقدمه لأطفالنا هو الحب والتقبل، وأن نكون قدوة لهم في قبول الاختلاف والتعامل معه بإيجابية، أن نساعدهم على اكتساب القدرة على الحوار المنطقي الذي يستند فيه الرفض أو القبول إلى أسباب واضحة, ونتائج محددة بعيداً عن الصلابة والمكابرة.
أطفالنا مخلوقون لحياة تختلف عن حياتنا، وظلم لهم ولنا أن نسيرهم وفق بوصلتنا الخاصة.
لنقف ونسأل أنفسنا بأي عين يرى أطفالنا العالم؟، هل تلك العين التي نرى بها ونرغب بإجبارهم على النظر من خلالها هي المناسبة لحياتهم؟
لنحاول أن نخلق نظرة مشتركة ما بين رؤيتنا ورؤيتهم، رؤية مشتركة مطعمة بنكهة رغباتهم وحاجاتهم وخلاصة تجاربنا.
نحن كأهل معنيون بقبول الاختلاف, والتعامل مع أطفالنا بإيجابية, من خلال الحوار ومخاطبة عقولهم, والدخول الى عالمهم الخاص من بوابة العقل والقلب لا من بوابة الإكراه والقسر.
لنؤمن بأن أحلامهم هي أحلامهم وليست امتداداً لأحلامنا.
لنحاول رؤية العالم بأعينهم وعيش الحياة بإيقاعهم.
سنكون معكم صباح كل اثنين بلقاء نشترك به معكم لتحقيق تواصل فعال وبناء علاقة وارتباط آمن مع أطفالنا كونوا معنا.
نرحب باقتراحاتكم حول موضوعات تهمكم في إطار العلاقة الفعالة مع أطفالكم.