عفوية طفلك بوابة لكشف أسرار البيت ….. إليك الحل!!
غالباً ما تسبب عفوية الطفل وبراءته مشاكل لذويه بإفشائه أسرار المنزل، وكما يقال (خذوا أسرارهم من صغارهم) فالطفل يتحدث عن مشاعر ذويه أو بعض التفاصيل التي تحدث في المنزل دون أن يدرك أنها أمور خاصة و لا يجب اطلاع الآخرين عليها، وأنها قد تؤثر بشكل أو بأخر على العلاقات سواء داخل المنزل أو مع الآخرين خارجه.
لماذا يفشي الطفل أسرار منزله؟
يلجأ الطفل إلى إفشاء أسرار المنزل من غير قصد لأسباب مختلفة لعلّ أبرزها :
1. رغبته في أن يكون محط انتباه واعجاب أو ليحصل على أكبر قدر من العطف والرعاية.
2. طريقة التربية وأساليب التنشئة الاجتماعية، فالطفل ضعيف الشخصية يحاول تعويض ذلك بالحديث عما يخص الكبار، ونقل تصرفاتهم وأفعالهم وتعليقاتهم، محاولاً دمج نفسه في منظومة المجتمع، وإثبات شخصيته.
3. القدوة التي يقتدي بها، فالطفل يُسجّل كل تحركات والديه ثم يقلدهم ولو بعد حين، فحين يلاحظ الطفل أن أمه تحكي لوالدتها أو جاراتها بعض أسرار البيت، يظن أن هذا شيء إيجابي، لذا يميل إلى نقل أخبار المنزل إلى الناس.
4. أسباب مرتبطة بشخصية فهو كعفويته وعدم إدراكه للنتائج، بالإضافة إلى رغبته في المشاركة في خطابات الكبار، فالطفل عفوي ولا يدرك عواقب أقواله وأفعاله.
5. ضغط خارجي من الغرباء، الذين يريدون معرفة أسرار الآخرين بسبب فضولهم، لذا يستهدفون الطفل من خلال طرح أسئلة متعددة لا يستطيع أو لا يعرف كيفية تجنبها.
بالمقابل، يأبى بعض الأطفال التفوّه بأي كلمة عن تفاصيل حياتهم في المنزل أمام الغرباء حتى عندما يسألونهم عنها، وهذه إشارة إلى ضرورة عدم الاستهانة بذكاء الطفل، إذ ان ما ينقصه في هذه الحالة هو حسن التوجيه.
متى يتعلم الطفل كتمان أسرار المنزل؟
الطفل يمر بمراحل عمرية وبنموٍ مُختلف كلما كبر الطفل و نضج وأصبح أكثر قدرة على كتمان أسرار منزله، فالطــــــــفل:
– من سن سنة إلي سبع سنوات غير قادر على كتمان مشاعره بسهولة، ولا يستطيع إخفاء ما يعرف من معلومات، وسيكون من الطبيعي والسهل استدراجه بسهولة، واستخراج المعلومات منه بطريقة سلسة، وخصوصاً أن الطفل في هذه المرحلة العمرية يمتلك ذاكرة قوية ويتذكر كل شيء، ولا يهتم بغيره هو يهتم بنفسه فقط.
– من سن سبع سنوات فما فوق تبدأ قدرات الطفل بالازدياد خصوصاً عند وصوله مرحلة المراهقة ، فهذه المرحلة هي مرحلة التمييز عند الطفل، فيبدأ سلوكه بالتغير والاختلاف، يبدأ بالاهتمام بمن حوله بعد أن كان محور اهتمامه نفسه فقط ، ويبدأ في التحكم بذاته ويكون لديه القدرة علي كبت مشاعره ومعالجة الأمور، ويصبح من السهل تعليمه وتدريبه علي كتم أسرار منزله وما يعرفه من معلومات.
خطوات لمساعدتك في تعويد طفلك على الخصوصية وعدم إفشاء أسرار المنزل:
– عدم التحدث معه عن الأسرار، مثل الخلافات العائلية، أو المشاكل المالية، أو الأمور الشخصية.
– شرح ما يعنيه الحفاظ على السر، فيجب تدريبه على كتم السر وعدم الكشف عنه وتحذيره من الرد على الأسئلة المقنعة من الأقارب أو الأصدقاء.
– البحث عما يحفز طفلك على الكشف عن السر، فمثلاً إذا كان هدفه هو الحصول على المديح أو المزيد من الاهتمام، فامنحه المزيد من المديح والاهتمام به وما يفعله.
– الانتباه إلى محيط الطفل، ولا تدعه يتفاوض مع شخص بالغ يسرب أسرار الآخرين أمامه، لأنه قد يحاول تقليد السلوك أو الاعتقاد بأن هذا السلوك صحيح.
– التواصل مع الطفل وبناء علاقة إيجابية معه تقوم على الصدق والمحبة والحماس والثناء والمكافأة والتقدير.
– تلبية احتياجات الطفل ورغباته وتعزيز الجوانب الإيجابية في شخصيته لتعويض أي عيوب جعلته يطور هذه العادة.
– عدم المبالغة في العقاب حتى لا يفقد العقاب قيمته ويعتاد عليه الطفل، فيجب تجنب العنف في معالجة هذه المشكلة لأنه يفاقمها مع ضرورة وقف اللوم المستمر والنقد والاوامر.
– شعور الطفل بأهميته في الأسرة وبأنه عنصر له قيمته واحترامه، وأنه فرد مطلع على تفاصيل العائلة وما يدور بداخلها، فهذه التصرفات ستشعره بأهميته وتعزز لديه ثقته بنفسه وتعلمه تحمل المسؤولية.
– يمكن الاستعانة بالحكايات وقصص ما قبل النوم، والتطرق لحوادث وقصص مشابهة لغرس هذا المفهوم لدى الطفل
– غرس الآداب الدينية والأخلاق الحميدة لدی طفلك كالأمانة وحب الاخرين وعدم الكذب وعدم افشاء الاسرار .
– استخدام أسلوب الحوار والإقناع، وتوجيه الأسئلة له، كأن تسأله: هل تُحبّ أن يعرفَ أحدٌ مِن الأقرباء أن المعلمة عاقَبَتْك مثلًا؟
– تدريب الطفل الذي اعتاد على نقل الحديث على كتمان الأسرار بإعطائه سراً بسيطاً، والاتفاق معه بألا يعلم أحد به، وإن نجح في ذلك يجب مكافأته والثناء عليه وإشعاره بالفخر، أما إن فشل في ذلك فيجب أن تخاصمه مدة قصيرة بحسب عمره.
– القدوة هي أسهل أساليب التربية، “لذلك يجب أن تحفظ أسرار طفلك التي يُؤّمنك عليها ولا تثرثر بها أمام الآخرين، وحين يأتي طفلك ليخبرك بما شاهده في منزل الأقارب، أو الجيران، أخبره بأنك لا تريد أن تستمع لما يقال، لأنه يجب علينا حفظ أسرار المنازل التي ندخلها.
– تعويد الطفل على التحدث أمام الناس والمشاركة في الجلسات التي تناسب سنّه لتقوية شخصيته وزيادة ثقته بنفسه، لكن يجب في الوقت ذاته الحذر من قِبل الوالدين من الحديث أمام الطفل في المواضيع الخاصة كالأمور المالية والمشكلات العائلية، والابتعاد عن المشاجرة أمامهم فالأطفال لديهم قدرة تخزين هائلة لجميع ما يستمعون له ويحدث أمامهم.
المراجع:
1. سعادة، سمية. (2022). طفلك يفشي أسرارك!.. إليك هذه النصائح . https://www.echoroukonline.com
2. السعيدي، علي . (2022). عفوية الأطفال https://www.facebook.com/sharer/sharer.php?u=https://family-guidance.net/kids/view/details?id=415
3. شبير، وليد. (2023). إفشاء الطفل لأسرار البيت: كيف ندفعه لكتمانها والحفاظ عليها؟ https://bsr.onl/51039
4. عواد، احلام.(2022). نصائح لتعليم الطفل المحافظة على أسرار البيت. https://www.bassmaah.com/blogpost/1332
دائرة الأبحاث والدراسات
سماح السلطي