مشاركة الأطفال الصغار وأثرها على التفكير الإبداعي

بقلم المدرب محمد علي
لا شك أن للأطفال الحق في المشاركة في الكثير من القرارات داخل غرفة الصف وفي منازلهم وأثناء خروجهم إلى الأماكن العامة كالسوق وغيره  , لما تؤثر هذه الطريقة في إكساب الثقة للأطفال بأنفسهم وإعطائهم فرصة لإثبات ذاتهم  بطريقة منطقية مشجعة على بناء الشخصية ومواجهة الكثير من التحديات في المستقبل , حيث توفر المشاركة للأطفال فرصة حقيقية للتعبير عن مشاعرهم وحاجاتهم وفهمها , وهنا من المهم التأكيد على دور المربية داخل الروضة وعلى الأم والأسرة  وجماعة الأقران في خلق وتوفير جو المشاركة الحقيقي والايجابي

واحترام مشاعر الأطفال الذي يعتبر بحد ذاته فعل وطاقة ايجابية يتشربها الطفل من المحيط المجتمعي ويعيد إنتاجها وتصديرها باتجاه المجتمع  مما يغني الحياة المجتمعية ككل .
لذلك تقع المسؤولية الكبيرة على المربية التي تساعد الأطفال على تنمية مهارات التواصل والمناقشة والوصول إلى حل لجميع النقاط داخل غرفة الصف , وبالتالي إقامة توازن بين حاجات الأطفال الخاصة وحاجات الآخرين , وهنا يكتسب الأطفال المعلومات التي تساعدهم على فهم كافة الإمكانيات والضوابط وما لهم  من حقوق وما عليهم من واجبات  .
كما تسعى المربية  إلى تطوير مهارة اتخاذ القرار والمشاركة لدى الأطفال عبر الاختيارات والاحتمالات التي تضعها بين أيديهم ابتداء من بعض الألعاب إلى رسومات معينة أو قراءة قصة وتعلم احترام ولعب أي دور يرغب به الطفل من خلال تعامله اليومي مع المربية والأقران .
كذلك من مهام المربية إشراك الوالدين في الاهتمام بالأطفال واتخاذ القرارات  من خلال تزويدهم برسائل يومية موجهة للأهل بقصد تعاونهم مع الروضة واحترام آراء أبنائهم , وهذا بدوره سيعكس جملة من الفوائد على الأطفال والمحيط الذي يعيشون فيه فالمشاركة تنمي لدى الأطفال حس امتلاك المحيط والاستمتاع بالنشاطات وفهم وإدراك القواعد والشعور بالمسؤولية
وهم بدورهم يصبحون أكثر تعاونا مع محيطهم ودعما له وأكثر تحقيقا لتكيفهم النفسي .
كما تكسب المشاركة الأطفال مجموعة من التجارب المبكرة والمهارات والمعارف وهذا يزيد في توسيع دائرة الفهم لديهم وبالتالي تزداد قدرتهم على إيجاد حلول ابتكاريه وإبداعية لمشكلاتهم  وتغني بنيتهم المعرفية التي تضيء الطريق في كل خطوة لزراعة الأمل وتحقيق النجاح .
وقد تتنوع قدرة الأطفال على المشاركة تبعا لمراحلهم النمائية فقد يشتركون باختيار الطعام أو الثياب أو الأشخاص الذين يودون أن يكونوا برفقتهم أو أن يلعبوا معهم  , كذلك الأمر فإن لقبول أو رفض الأشياء بالنسبة للأطفال دور أساسي في تشكل الأنا والهوية والشخصية , ولكن على المربية أن تنتبه لأسلوب الرفض أو التقبل بان يكون غير مبالغ فيه وبعيد عن أي مشكلة سلوكية تفتح المجال الواسع لهذا الأمر أو ذاك .
ومن المهم أيضا أن تمتلك المربية بعض الوسائل التقنية التي تساعدها في مشاركة الأطفال ومن هذه الوسائل: عرض الصور ووصف الذات والشارات والتمثيل الجماعي والفردي ورمي الدائرة في الوسط ولمس الحجر والكرسي الدائري وحيوانات المزرعة , بالإضافة إلى رواية القصص وتمثيلها وبعض الأغاني واللعب كصيد السمك ولعبة البطاقة والصورة وحبوب في الجرة والدمى .
في النهاية يمكننا القول بأن مشاركة الأطفال فرصة حقيقية لإغناء الحياة النفسية والانفعالية والعاطفية والاجتماعية للأطفال وبالتالي إحياء روح الإبداع والاكتشاف لديهم , لذلك من الأهمية أن نسعى جميعا لإعطاء الأطفال هذا الدور بكل جوانبه لخلق طفولة سليمة متناغمة وفاعلة في الحياة الإنسانية.[pb_builder]