الصوم الالكتروني
بات الكثير منا كباراً وصغاراً منهمكاً في العالم الافتراضي, الأمر الذي انعكس سلباً على الحياة الطبيعية والاجتماعية ,فأصبحنا نعاني من مشكلة (الهوس) في تصفح منصات التواصل الاجتماعي بشكل خاص والأنترنت بشكل عام لذلك لابد أن نبدأ بظاهرة جديدة تسمى:
الصوم الإلكتروني: أي الامتناع عن استخدام الانترنت لفترة من الزمن او التقليل من ساعات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
إن قضاء ساعات طويلة امام الهاتف على وسائل التواصل لها تأثيرات سلبية عديدة منها :
- تأثير ضار على صحة الجهاز المناعي خاصة عند الاطفال في أعمار مبكرة.
- زيادة الشعور بالعصبية والتوتر والقلق.
- اضطرابات في النوم.
- اهمال لهويته وحياته الاسرية.
- عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية.
في حياتنا اليومية يتكرر :يا إلهي انت ام قاسية!!
كيف تحرمين طفلك من هذا العالم….
- كيف تتركين طفلك بدون موبايل…يوتيوب او لا بتوب؟
- ارحميه …ابقيه على راحته
هذه الجمل وأكثر اعتادت الام على سماعها في كثير من الزيارات, وتشعر بتأنيب الضمير لترك طفلها الصغير يقضي وقتاً طويلاً على الاجهزة الالكترونية. وبمرور الوقت نكتشف أن حياة طفلنا تدور حول فلك ساعات الانترنيت المسموحة له ضمن اليوم يأكل سريعاً, ينهي درسه وألعابه سريعا, ليجلس خلف تلك الشاشة الصغيرة فيصبح طفل انطوائي ,عصبي ,عدواني ,لا يستمتع بشيء طوال اليوم إلى أن يصل إلى مرحلة الادمان على هذه الإلكترونيات.
دور الأم:
هنا يبدأ دور الأم وأهمية تطبيقها للصوم الالكتروني على نفسها لتكون نموذجاً يقلده الطفل :
- تجمع الاجهزة الالكترونية من يد طفلها …ستواجه الرفض من الطفل والبكاء, عند أخذها الأجهزة منه.
- الإصرار على موقفها يؤدي إلى فشل كل محاولات الطفل بالإقناع واسترجاع هذه الاجهزة.
- سيبدأ الطفل حينها إخراج ألعابه القديمة واللعب بها وصنع عالم خاص بالدمى الصغيرة والألعاب, ويلجأ الى تنمية مهاراته بطرق عده.
- عندئذ سيتوجه الطفل إلى الحوار مع أهله واكتشاف ذاته.
- إلغاء بعض المهام الالكترونية للوصول إلى ساعة أسبوعية اسمها Family watch
- تجتمع الاسرة لمشاهدة فيلم عائلي محبب .
فوائد تطبيق الصوم الإلكتروني على الأطفال:
- الاستمتاع بالحياة بعيداً عن التوتر والاجهاد والقلق .
- الشعور بالراحة النفسية.
- إعطاء فرصة يعود فيها الطفل إلى حياته الطبيعية (اللعب ,الحركة…)
- تطبيق ذلك التعلم لإنقاذ الاخوة الصغار.
- الاستمتاع بالرحلات العائلية بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية.
النتيجة :
تجربة الصوم الالكتروني ينقذ الطفل من الشعور بالوحدة ومشاعر الاكتئاب والعزلة الاجتماعية والتقليل من خطر العالم الافتراضي الذي سيؤدي الى:
(التخمة التكنولوجية التي تحتاج إلى علاج نفسي)
يجب التذكير أنه يوجد نتيجة عكسية للصوم الإلكتروني (أن إنهاء التكنولوجيا بشكل كامل من حياة الطفل خيار متطرف {وقاعدة كل ممنوع مرغوب جدا وبقوة}
وخروج الطفل للعالم الخارجي وهو ممنوع من تناول الشوكولا مثلا ببيته.. يجعله دائماً يشتهي الشوكولا ويبحث عنها وكأنها شيء نادر الحدوث.
كذلك الانفتاح على استخدام التكنولوجيا للطفل دون حدود هو أيضا خطأ…ولا ننكر أن التكنولوجيا هي جزء من الحياة كالطعام والشراب لما توفره لنا من معلومات هائلة بنقرة واحده وفي أي وقت, ولكن : {خير الامور الوسط ….. والتوازن سيد التربية في ما يتعلق بالصوم الالكتروني}.
دائرة الأبحاث والدراسات
إعداد: رشا ابراهيم