أنا طفلٌ… ولي حقوق
أولت المجتمعات الدولية اهتماماً كبيراً بالطفل وبحقوقه، وجاءت اتفاقية حقوق الطفل عام 1989م تتويجاً لذلك، وحظيت هذه الاتفاقية بأكبر عدد من المصادقات في التاريخ، ودخلت حيز التنفيذ في الثاني من أيلول عام 1990م.
وتقوم الاتفاقية على ركائز أساسية تبنى عليها حقوق الطفل وهي حق الطفل في الحياة والبقاء والنمو، عدم التمييز، واحترام آرائه ومشاعره، وتحقيق مصلحته الفضلى. وقد صادقت الجمهورية العربية السورية على الاتفاقية منذ عام 1993م لتصبح بمثابة دستور ضامن لحقوق الطفل السوري.
ما أهمية التوعية بحقوق الطفل؟
إن وعي الطفل لحقوقه وإدراكه لها يعد ركيزةً أساسية لمواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها مستقبلاً، لذلك لابد من السعي لتحقيق العدالة وضمان تمتع الطفل بحقوقه كافةً وفقاً للاتفاقيات والقوانين الدولية.
ما دور مقدمي الرعاية في تمكين الطفل من حقوقه؟
يميل مقدمو الرعاية إلى التركيز على بعض حقوق الطفل وإهمال حقوقٍ أخرى، فمثلاً يركزون على حق الطفل في التعليم المادة (28) و حقه في الحصول على مستوى معيشي ملائم المادة (27)، في الوقت الذي يغفلون عن حقوقه الأخرى لأسباب ثقافية واجتماعية ونفسية عدة، كحقه في الراحة ومزاولة الألعاب والأنشطة الترويحية، و يسلط المقال الآتي الضوء على بعض الحقوق التي قد يغفل الأهل عنها، ومنها:
حق الطفل في الراحة ومزاولة الألعاب والأنشطة الترويحية المادة (31):
ويقصد به تمتع الطفل بقضاء وقتٍ حرٍ للاسترخاء الجسدي والعقلي والنوم وفعل ما يشاء دون التقيد ببرنامجٍ أو وقتٍ محدد.
حق الطفل في اللعب:
عرفت ماريا مونتيسوري اللعب ” بأنه مدرسة كبرى ينشأ الطفل في كنفها وينمي بواسطتها قواه الجسمية والفكرية والاجتماعية وأنها تؤهله من جميع الجوانب لخوض غمار الحياة”.
ويعد اللعب مرحلة ضرورية في حياة الطفل لنموه الجسمي والنفسي والعقلي، ووسيلة تربوية/ تعليمية تتيح له التعبير عن تفكيره ومشاعره وتوفر فرصةً له لاستيعاب العالم واكتشافه، وتنمية مهاراته الاجتماعية مع المحيطين به من خلال تقليدهم، مما يولد لديه ملكة التخيل والإبداع فضلاً عن كونه وسيلةً علاجية يعتمدها المختصون لعلاج حالات الخجل والانطواء والخوف.
ما دور مقدم الرعاية في إعمال حق اللعب لدى الطفل:
دور الأهل: ويتجلى ذلك بـالآتي:
- السماح للطفل باللعب بما يساعده على تعلم القواعد والحدود والقيم.
- اللعب مع الطفل والتفاعل معه لتوليد روابط المحبة والألفة.
علماً أن أهمية اللعب لا تأتي من شراء الألعاب المختلفة والثمينة والتي قد لا تشعر الطفل بالرضى عن علاقته مع والديه وإنما من خلال إدراك الوالدين لعالمه لأنهما يشكلان جوهر عالمه القائم على اللعب.
دور المربية: ويتجلى دورها بالآتي:
- متابعة الطفل أثناء لعبه بهدف التعرف على أسلوبه في اللعب والألعاب التي يفضلها.
- إتاحة الفرصة للطفل كي يُعبّر عن نفسه واحتياجاته ومشاعره، وتنفيذ كل ما يدور في ذهنه، عبر استخدامه الأساليب التعبيرية اللفظية وغير اللفظية.
- إثراء بيئة الطفل بالألعاب والأدوات المناسبة والمختلفة، والتحدُّث معه فيما يلعب و طرح الأسئلة المفتوحة عليه، والتي من شأنها مُساعدته باستمرارية اللعب والتركيز عليه وصولاً لتحقيق الفائدة منه.
- اهتمام المربية بالطفل وإشراكه في مناقشات جماعية مع توضيح قواعد اللعب وقوانينه.
في ضوء ذلك يمكن القول:
أن الأطفال قيمة بحد ذاتها يجب حمايتهم ورعايتهم، وهذه هي الفكرة الجوهرية التي قامت عليها اتفاقية حقوق الطفل، لذلك يجب إعمال بنودها كافة دون إغفال أو تحيز لحقٍ دون آخر لتحقيق مصلحة الطفل الفضلى.
المراجع:
- الأمم المتحدة .(2005). اتفاقية حقوق الطفل، التعليق العام رقم 7(2005)، إعمال حقوق الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة. لجنة حقوق الطفل، الدورة الأربعون، جنيف 12-30 أيلول.
- حسان، بعايري و مصباح، جلاب.(2021). أهمية اللعب في حياة الطفل ووظائفه ونظرياته وأدواره التربوية والاجتماعية. مجلة الراصد لدراسات العلوم الاجتماعية،1(1)، 48- 69.
- عبدوش, رهادة.(2014). حقوقي في اتفاقية حقوق الطفل. سوريا: بيت المواطن للنشر والتوزيع.
- المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة.(2022). دليل تدريبي في مجال حقوق الطفل. ط1، وزارة التربية، الجمهورية العربية السورية.
- يونسيف.(2021). منهاج تعليم الوالدين، قصص لآباء وأمهات الأطفال. فلسطين: اللجنة الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة.