تطبيق المناهج المطوَّرة في رياض الأطفال اعتباراً من العام الدراسي القادم
دمشق
محليات
الاثنين 21-10-2013
محمود ديبو – صحيفة الثورة
بدأت صباح أمس في دمشق أعمال الدورة المركزية الأولى للتدريب على مناهج رياض الأطفال المطورة التي تقيمها وزارة التربية المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة بمشاركة عدد من المشرفين والموجهين التربويين من مختلف المحافظات..
وقالت كفاح حداد مديرة المركز للـ «الثورة» إن عملية تطوير مناهج رياض الأطفال كانت ضرورة ملحة لتلافي الفجوة العلمية والمعرفية بينها وبين مناهج باقي المراحل الدراسية في التعليم الأساسي والثانوي، فلم يعد مقبولاً أن تبقى المناهج الحالية المعتمدة منذ عدة سنوات في وقت نشهد تطورات كبيرة وسريعة في مختلف المجالات، مع العلم أن ما تم العمل على تطويره في مناهج رياض الأطفال هو فقط المضمون أما الإطار العام فبقي كما هو والذي ينسجم مع الأنماط العالمية المعتمدة في رياض الأطفال.
معايير وطنية
وأكدت حداد إن هذه الدورة تأتي بعد الانتهاء من عملية تطوير المناهج التي بدأ العمل عليها منذ العام 2009 انطلاقاً من المعايير الوطنية الموضوعة من قبل مختصين في العام 2004-2006، وتهدف إلى تعريف المشاركين بالأهداف والأسس والخصائص والمزايا التي يتمتع بها المنهاج الجديد، وتنمية مهاراتهم في مجال تصميم الأنشطة البديلة وتقييمها، وكذلك تنمية مهاراتهم في مجال تطبيق خبرات المنهاج المطور، بحيث يكونون جاهزين ومستعدين لنقل هذه الخبرات والمهارات إلى معلمات رياض الأطفال في محافظاتهم، إلى جانب الإشراف على حسن سير العمل فيها، حيث سيتم اختيار عدد من المشاركين ليكونوا (سفراء) في محافظاتهم وليقوموا بعمليات تدريب وتأهيل معلمات رياض الأطفال على المناهج الجديد.
البيئة التربوية في الروضة
ولفتت حداد إلى أن الدورة التي تستمر خمسة أيام سيتم خلالها التعرض للتعريف بالمنهاج المطور إلى جانب الحديث عن منهج الخبرة المتكاملة في ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة وأدوار معلمة الروضة في المناهج المطورة وتنظيم البيئة التربوية في الروضة لتحقيق الأهداف المتوخاة من المنهاج الجديد، إلى جانب تناول الخبرات المتضمنة فيه، واستعراض استراتيجيات التعليم التي اعتمدت في تصميم الأنشطة (اللعب، حل المشكلات، واستراتيجيات التفكير)، مع شرح الخبرات الرياضية من مراحل الرقم والمفاهيم الرياضية، والخبرات الاجتماعية كآلية إكساب الأطفال القيم، والخبرات الفنية والحركية.
اضافة إلى شرح مفصل عن ما يتضمنه دليل معلمة الروضة الذي تم تطويره أيضاً بالتزامن مع عملية تطوير المناهج.
ويترافق ذلك مع أنشطة عملية يقوم بها المتدربون كتصميم أنشطة ليوم واحد وفق نموذج الخبرة المتكاملة وتصميم أنشطة بديلة لما يتضمنه المنهاج..
محتوى تدريبي خاص
وفي هذا السياق أوضحت حداد أنه جرى إعداد محتوى تدريبي خاص للمشاركين في هذه الدورة من قبل الفريق الذي قام بتطوير المناهج وتعديلها، وذلك لتكون جميع التفاصيل والأفكار واضحة للجميع بحيث تكون الإجابة جاهزة ودقيقة ومباشرة عن أي سؤال قد يرد حول المناهج المطورة.
وشددت حداد على أهمية الملاحظات والآراء التي ستعرض خلال الدورة من قبل المشاركين مشيرة إلى أن العمل سيجري على اعتمادها إلى جانب الملاحظات التي سترد من بعض رياض الأطفال التي بدء بها تطبيق المنهاج بشكل تجريبي هذا العام وهي رياض تابعة لوزارة التربية، حيث سيجري التعديل والتطوير النهائي للمناهج وفقاً لها وبحسب الأهمية، ليتم اعتمادها وتطبيقها بدءاً من العام الدراسي 2014-2015 القادم في جميع رياض الأطفال العامة والخاصة.
مرحلة حساسة
وفي هذا أوضحت حداد إن مرحلة رياض الأطفال هي مرحلة حساسة جداً في عمر الطالب، وتحتاج لعناية خاصة أكثر من غيرها لكونها مرحلة تأسيس أولى فيها يلتقط الطفل المعارف والخبرات بسهولة ويسر ولذلك لا بد من التركيز في هذه المرحلة على غرس القيم والمبادئ السامية والأفكار الإيجابية فيه لينشأ بشكل سليم وصحيح ويكون عضواً فاعلاً ومنتجاً في المجتمع، ولذلك فقد كان هناك حرص شديد من قبل فريق إعداد المناهج والمعنيين في وزارة التربية على مراعاة هذه الجوانب ووضعت المعايير وتم تقييمها من قبل خبراء وطنيين في كلية التربية بجامعة دمشق ليكون العمل مبيناً على أسس صحيحة ودقيقة.
تمكين المشاركين
وخلال لقائه المشاركين أشار عبد الحكيم الحماد معاون وزير التربية إلى ضرورة تمكين المشاركين والمشرفين والموجهين التربويين بشكل جيد ليكونوا قادرين على نقل الخبرات والمعارف التي اكتسبوها في الدورة إلى معلمات رياض الأطفال في محافظاتهم بما يحقق الفائدة المرجوة في إيصال المعلومة بشكل ميسر وسهل وبسيط إلى الأطفال، مبيناً أن عملية تطوير المناهج هي مسألة ضرورية تستدعيها المستجدات والتطورات الحاصلة.