روايات من عبق الماضي.. وأسئلة جريئة لأطفال النادي الصيفي في يومهم الثاني
من عبق الماضي، من روح الحكايات، تجيء الجدة حاملة جعبة الحكايات، في عينيها فيض حنان، وفي قلبها غمر الفرح، لتطل على الأطفال في نشاطات اليوم الثاني من أيام النادي الصيفي للتشجيع على القراءة وتنمية الخيال والإبداع عند الأطفال، ومع عبارة :كان يا ما كان في قديم الزمان”، تغمض الجدة عينيها، وينصت الأطفال وتبدأ الحكاية.
الحكاية هي حكاية الديك الهادر(وهي من التراث الشعبي الفلسطيني)، حيث ينتظر الديك أن يأخذ مكانه في بطولة الحكاية، ويرتاد البيادر باحثا عن حبة قمح، ليستبدل حبة القمح بمكر ودهاء بحفنة من الطحين، وحفنة الطحين، برغيف من الخبز، ورغيف الخبز بجرزة بصل، وجرزة البصل بجرة عسل .. وهكذا إلى نهاية الحكاية التي تبدوا بلا نهاية أصلا.
وتهدف هذه الحكاية بحسب القائمين على فعاليات النادي الصيفي إلى تمكين ارتباط الأطفال بهويتهم الثقافية
ثم ينتقل الأطفال من عالم الحكايات إلى عالم آخر، هو عالم التساؤلات الوجودية، في نشاط الفيلسوف الصغير، حيث تبدأ الأسئلة الكبيرة بالطواف في فضاء المكتبة، لتكبر كوحش أسطوري يفترس السحر و يقذفه مالئا الكون دهشة، أسئلة مثل (كيف يضئ القمر؟ هل نستطيع قياس المسافة بيننا وبين الشمس؟هل نستطيع الذهاب إلى القمر أو الشمس؟) تساءلها الأطفال بجرأة وتحد في نشاط الفيلسوف الصغير، بينما راحت عيونهم تشع رغبة في الإبحار في الخيال والمجهول ليس بحثا عن الأجوبة بحد ذاتها، وإنما بحثا عن الذات الهائمة في بحر من الأسرار. ونشاط الفيلسوف الصغير هو أحد أهم نشاطات التشجيع على القراءة وتنمية آليات التفكير الإبداعي، حيث يقوم على طرح تساؤلات كبيرة، ومحاولة البحث عن إجابات لها بتقنية استثارة الأسئلة التي تشكل أحجية بالنسبة للأطفال، ليس بهدف الوصول إلى الحقيقة، لأنه لا حقيقة مطلقة، وإنما لتنمية مهارات التفكير الإبداعي عند الأطفال ومساعدتهم على إيجاد الحلول والإجابات انطلاقا من ذواتهم وقدراتهم وخبراتهم التي لا تقل أهمية بالنسبة لهم عن خبرات الكبار.