تراثُنا بين الماضي والحاضر.. إرثُ حضارةٍ وبقاءٍ

التراثُ اللا مادّيّ هو الأثرُ الحضاريُّ الحيّ في سلوك الأجيال عبرَ ممارساتهم الحياتيّة وعاداتهم اليوميّة، ويمثّل جزءاً من تراثِ البشريّةِ لتؤكّدَ الفئاتُ الاجتماعيّةُ بوساطتِها هويّتَها الثقافيّةَ لأنّ كلَّ أمّةٍ وُجِدتْ على هذه الأرضِ لها تراثٍ خاصٌٍ بها يميّزُها عن غيرِها من الأممِ، باعتبارِهِ مدوّنةً تاريخيّةً تحمل في طيّاتِها العديدَ من الأحداثِ والظواهرِ التي تؤكّدُ على أصالةِ الأممِ ووجودِها.
يعرّفُ التراثُ اللا مادّيّ بأنّهُ الإرثُ الثقافيُّ الذي تلقّيناهُ من الماضي ونعيشُهُ في الحاضرِ وسننقلُه إلى الأجيالِ القادمةِ بالمستقبلِ، ويتجسّدُ بصفةٍ خاصّةٍ في المجالاتِ التالية:
1- الثقافة الماديّة: الفنونُ والتقاليدُ وأداء العروضِ (الرقص، العروض الفنيّة على المسرح، العراضة الشاميّة، الأزياء التقليديّة، خيال الظلّ).
2- الممارساتُ الاجتماعيّة: طقوسُ الاحتفالاتِ، الألعاب التراثيّة الترفيهيّة، أعياد كلّ الطوائف، السيران الدمشقي.
3- الأدبُ الشفويّ: الأغاني التراثية والأمثال والقصص الشعبيّة وحكايات أبطال الأساطير.
4- المعارفُ المتعلّقةُ بالكونِ والطبيعةِ: التداوي بالأعشاب ومواسم الحصاد والقِطاف.
5- المهاراتُ المرتبطةُ بالفنونِ والحرف التقليديّة.
أهميّة تنمية الوعي بالتراث الوطنيّ اللا مادّيّ في مرحلة الطفولة المبكّرة يتجلّى بـ:
١. الشعورُ بالانتماءِ الوطنيِّ للطفلِ والاعتزازِ بما قدّمهُ السابقونَ في سبيلِ بناءِ حضارتِنا.
٢. تنميةُ الجانبِ الجماليّ عند الطفل من خلال ما يتضمّنهُ تراثُنا من فنونٍ وأدب.
٣. توسيع خيالِ الطفلِ من خلال مشاهدتِه لعروضِ جوانب من التراث اللا مادّيّ (المسرح والحكايات).
٤. إكساب الطفل الهويّة الشخصيّة والوطنيّة في عصر يموج بتحدياتٍ نتيجةَ العولمةِ الثقافيّة.
٥. زرع قيمةِ الوفاءِ لصنّاعِ التراثِ.
٦. إغناءُ الطفلِ ببعضِ المعارفِ والمهاراتِ والمعلوماتِ المتعلّقةِ بمفهومِ المواطنةِ والتراثِ الوطنيّ.
وتأكيداً لما سبق وللأهميّةِ الكبيرةِ التي يحظى بها التراثُ اللا مادّيّ في المحافلِ الدوليّةِ، جديرٌ بنا كمقدّمي الرعاية للأطفال من ضرورةِ حمايةِ التراث الثقافيّ وصونهِ، إضافةً لنقلهِ إلى الأجيال حفاظاً على جذورنا وحضارتنا ووطننا.

الديب،الرحمن، رانداوعبد الملم(٣٠/١١/٢٠٢١). تنمية الوعي بالتراث الوطني لأطفال الروضة.
معلا،طلال(٢٠١٧). التراث الثقافي غير المادي تراث الشعوبالحي. سلسلة أوراق دمشق.دمشق