بعض الأساليب الخاطئة التي تقع فيها الأسرة أثناء تعاملها مع طفل ذوي الاحتياجات الخاصة

مقدمة: الطفل هو نتاج محصلات مختلفة ومتباينة من العوامل المؤثرة في تكوين الطفل ونشأته قبل الحمل وأثناء الحمل وكذلك حتى مرحلة الولادة , فالطفل ينمو تحت تأثير عوامل داخلية أسرية وبيئية وكذلك مدرسية واجتماعية ,ودراسة الاطفال من الدراسات المعقدة .

ولقد وجد الاطفال غير العاديين في كل العصور,ومنذ أقدمها ,ولكن نظرة المجتمعات الى الاطفال غير العاديين قد اختلف عبر العصور,تبعا لمجموعة من المتغيرات والعوامل والمعايير ,فمن التخلص من الطفل المعاق ,الى وضعه في الملاجئ كي لا يؤذي غيره ,الى معاملتهم بشكل انساني كما حضت عليه الكتب السماوية ,الى المدارس والمراكز الخاصة بهم.

وقد عرف ذوو الحاجات الخاصة عموما بانهم أولئك الأفراد الذين ينحرفون عن المستوى العادي او المتوسط في جانب ما من الجوانب ,التي تحتم احتياجهم الى خدمات خاصة, تختلف عما يقدم الى اقرانهم العاديين , وذلك لمساعدتهم على تحقيق اقصى مايمكنهم بلوغه من النمو والتوافق.

تعريف الاسرة:

فالأسرة هي المجتمع الاول الذي يتعامل معه الانسان في بداية حياته وهو طفل , ولها اكبر التأثير في بلورة الشخصية لدى الانسان سواء كان الطفل سليم او من ذوي الاحتياجات الخاصة , لذلك يقع على الاسرة عامل كبير وحمل ثقيل في بلورة الشخصية الاساسية لطفل من خلال التعامل مع الطفل , او طريقة تربيته او تنشئته حيث ان الاسرة هي من تقوم ببث الافكار الاولية , والمبادئ الاساسية في عقل الانسان  وتحفز تلك المبادئ والافكار في عقل الطفل ,وتعيش معه حياته كاملة حتى لو لم يتذكرها الانسان فهي محفورة وموجودة في عقله الباطن , ويعمل بها ويأخذها من المسلمات بالرغم من ايماننا بإمكانية تغير الشخصية من خلال المواقف والتجارب الحياتية.

وتتكون الاساليب الخاطئة في تربية الطفل اما لجهل الوالدين او لاتباع اسلوب الاباء والامهات والجدات او لحرمان الاب او الام من اتجاه معين فالأب عندما ينحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة او العكس بعض الاباء يريد ان يطبق نفس الاسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للام.

تعريف الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة:

الأطفال غير العاديين هم الذين ينحرفون انحرافا ملحوظا عن الافراد العاديين في نموهم العقلي والحسي والانفعالي والحركي واللغوي , مما يستدعي اهتماما خاصا من قبل المربين لهؤلاء الافراد, من حيث تشجيعهم ووضع البرامج التربوية واختيار طرق التدريس الخاصة بهم.

ومن هؤلاء :

1-  الاعاقة العقلية.

2-  الاعاقة البصرية.

3-  الاعاقة السمعية.

……….. وغيرها من الاعاقات والحاجات الخاصة.

من أهم الاساليب الخاطئة أثناء تعامل الأسرة مع الطفل ذو الاحتياجات الخاصة:

1-  الأسرة التي تتعامل مع إعاقة أبنها على أنه يجب إخفاؤه عن الأعين لأنه يمثل حرجا للأسرة ، هي أسوأ أنواع الطرق على الأطلاق، وقد يؤدى ذلك إلى كارثة نفسية وايضا تكون تلك الطريقة عاملاً مساعداً لتفاقم درجة الإعاقة وزيادة تأثيرها على تدمير شخصية الطفل الذى يشعر أنه سجين أو غير مرغوب فيه وايضا عدم التعامل مع الحياة والمجتمع يجعل من شخص غير كامل النمو النفسي والشخصي فالشخصية لا بد من نموها عن طريق التعامل مع الأخرين ومع المجتمع المحيط .

2-  الأسرة التي تهمل الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة ، هناك أسر أخرى تعامل الطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة على أنه قطعة من أثاث المنزل مجرد شيء ما ؛ يأكل ، ويشرب ، ولا تجلس للحديث معه ، ولا تستمع إلى آلامه ، وصرخاته ، وأسئلته ، وتلك الطريقة تجعل الطفل المعاق ايضا يشعر أنه غير مرغوب فيه بل وقد يصل الإحساس بعدم الرغبة في الحياة ، وتزيد مشاكلة النفسية .

3-  الأسرة التي تعلم قيمة الطفل وتقدره كإنسان تلك هي الأسرة التيتعي جيدا دورها ورسالتها وتلك الأسرة تكون أول عوامل الإبداع للطفل المعاق في المستقبل فهو يخرج من تلك الأسرة يشعر بقيمته ، وحريته ، والحرية هي اساس الإبداع فتجعله يختلط بالمجتمع المحيط به ، ويتعلم بنفسة خبرات الحياة ، وتطوير مواهبة لأن المواهب لن تنمو إلا بالمشاركة في الحياة ، فيجب ترسيخ قيمة الحرية ، والإنسانية في عقول الأطفال خاصة من ذوى الاحتياجات الخاصة لأنها أول عوامل الإبداع والنجاح  لابد من تقييمهم بشكل صحيح والتعامل معهم بمفهوم توفير البيئة والمناخ المناسب لهم بدلاً من مفهوم الشفقة لأن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة له الحق في التعليم والتنمية وله أيضاً واجبات لابد أن يؤديها.

كما يجب توفير سبل المعيشة الكريمة للطفل مع الوضع في الاعتبار أن الاحتياجات النفسية أكثر من المادية، وضرورة الحفاظ عليهم كأعضاء فاعلين في المجتمع .

ومما لاشك فيه ان قدوم طفل معاق ليس بالحذ السهل على الأسرة بأكملها ويشكل منعطفات خطيرة في حياة تلك الأسرة بشكل مباشر على كثير من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسلوكية والعاطفية والانفعالية .

المراجع:

1- د. هالة ابراهيم الجرواني –كلية رياض الاطفالو د. انشراح ابراهيم المشرفي –استاذ مساعد بكلية التربية التنشئةالاجتماعيةومشكلاتالطفولة,

2-  د. محمد العامري,التنميةالاسرية.

3-  المجلة العلمية الجزء الأول – كلية رياض الاطفال.

بقلم الباحثة: زمرد جبور