ورشة عمل “أنشطة التشجيع على القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة”
بإشراف السيدة كفاح الحداد مديرة المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة, انطلقت اليوم الأربعاء 14/12/2016 أنشطة ورشة العمل التي يقيمها المركز الإقليمي تحت عنوان (أنشطة التشجيع على القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة) في مقر المركز بدمشق, وتستمر ورشة العمل ليومين متتاليين, بإشراف المدربات (ربا البارودي- ياسمين عبد الهادي- سماح السلطي) أعضاء فريق العمل القائم على أنشطة التشجيع على القراءة, وبمشاركة /37/ مربية من /19/ روضة أطفال تابعة لمديرية تربية دمشق, حيث تهدف ورشة العمل إلى زيادة خبرة المربيات المشاركات وتعريفهن بأحدث الطرق والأساليب العلمية المتبعة لتشجيع وتعويد الطفل على القراءة في مراحله العمرية الأولى.
افتتحت السيدة كفاح الحداد أعمال الورشة بالترحيب بالحضور, وبينت أهمية هذه الورشة كونها تندرج ضمن أنشطة مشروع التشجيع على القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة, الذي يحظى باهتمام ورعاية كبيرين من الدكتور هزوان الوز وزير التربية, وأشارت إلى الدور المحوري الذي تؤديه المربيات بوصفهن قناة التواصل الأقرب مع الأطفال, في إنجاح أنشطة ورشة العمل ونقل الخبرات التي يكتسبنها إلى رياضهن بالشكل الأمثل, وغرس ثقافة القراءة في عقول الأطفال بأسلوب علمي محبب, مشيرة إلى ضرورة تعزيز قيمة الكتاب لدى الطفل في مواجهة الغزو التكنولوجي الذي يستهدف البنية الفكرية والنفسية لأطفالنا, كما أكدت على استمرار العمل على مشروع المكتبة المتنقلة, حيث سيقوم فريق العمل المختص في المركز الإقليمي بزيارة عدد من الرياض للإشراف على تفعيل هذا المشروع الرائد, بالإضافة إلى نشاط القصة الإلكترونية الذي سيكون ركناً أساسياً ضمن مشروع المكتبة الإلكترونية المزمع تعميمه على كافة رياض الأطفال.
تضمن برنامج أعمال الورشة في اليوم الأول مواضيع وأنشطة نظرية وعملية متعددة بدأت بتعريف وفوائد القراءة للأطفال ومعايير اختيار القصص وقواعد قراءتها وكيفية اختيار وتوظيف القصة حسب المرحلة العمرية, ثم استعرض فريق التدريب مجموعة من أساليب قراءة القصص وهي (الأسلوب التفاعلي “سرد القصة من قبل المربي”- والأسلوب الإبداعي “سرد القصة من قبل الطفل”) والتي تساهم في استثارة مخيلة الطفل وزيادة حصيلته اللغوية, وتنمية شخصيته وقدرته على حسن الإصغاء والربط التسلسلي للأحداث, بالإضافة إلى تنمية الفكر الناقد وكسر حاجز الخجل لدى الطفل, واختتمت أنشطة اليوم الأول بنشاط مسرح العرائس, حيث تعلمت المربيات المشاركات كيفية صناعة مجموعة متنوعة من دمى العرائس يدوياً, بهدف توظيفها كأداة لسرد القصة للطفل أو من قبله بشكل شيق ولافت, وقدمت المدربات عرضاً تمثيلياً لمسرح العرائس باستخدام الدمى المصنوعة, وفي النهاية تم تقييم أنشطة ورشة العمل ومناقشة حيثياتها بدقة.
في اليوم الثاني لورشة العمل وبعد التذكير بأنشطة اليوم السابق, نفذ المشاركون نشاط (رسمتي حكايتي) بطريقتي )”رسم القصة” و ”إكمال الرسم”) حيث يهدف النشاط الذي يعتمد على استخدام المخيلة في رسم قصة ما وسردها, إلى تنمية مخيلة وإبداع الطفل والتعبير عن حاجاته, تبعه نشاط (استخدام الصور) بطريقتيه “لعبة الصور” و”حكاية من صورة” ويساهم في تقوية الذاكرة البصرية للطفل ومساعدتهم على تعلم ربط الأحداث ببعضها, ثم نشاط (قصص من داخل الصندوق) أو “الطفل الحكواتي” الذي يطلق العنان لخيال الطفل من خلال مجموعة أشياء موجودة ضمن صندوق يستوحي منها الطفل فكرة ليحولها إلى قصة, تلاه نشاط (الأغاني) الذي ينمي حس الجمال والتذوق الموسيقي, ونشاط (البوالين) الممتع الذي يثري روح التعاون ويحقق السعادة والمتعة, ثم نشاط (أنا المؤلف) الهادف إلى تنمية مهارات التأليف باستخدام الصور, والنشاط الأخير كان (أسئلة الخيال) الذي يكشف حاجات الطفل النفسية ويفجر طاقاته الإبداعية, واختتمت ورشة العمل بعرض فيلم عن فعاليات اليوم الوطني للتشجيع على القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة.
مناخ ورشة العمل كان تفاعلياً وعفوياً وعلى مدى يومين كانت قاعة التدريب في المركز الإقليمي خلية نحل حقيقية, حيث أخذت المربيات دور الأطفال في الغناء واللعب والتمثيل, وبرع فريق التدريب في خلق جو طفولي بامتياز, تعيش من خلاله المربيات حالة الأطفال النفسية ومشاعرهم وانطباعاتهم عند تفاعلهم مع أنشطة التشجيع على القراءة, ومع اختتام أنشطة ورشة العمل عبرت المشاركات عن رضاهنّ بالخبرات العلمية والعملية الممتعة التي اكتسبنها, وتوجهن بالشكر للمركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة ممثلاً بالسيدة كفاح الحداد وأعضاء فريق العمل المركزي, آملين نقل تلك الخبرات والتقنيات التربوية الحديثة إلى قاعات صفوفهن, وتكون منهجاً مستداماً لهن في تنمية مواهب الأطفال ونشر ثقافة القراءة وحب الكتاب في كل أنحاء وطننا الغالي سورية.