القراءة في مواجهة الحاسب وانعكاساتها على الأطفال
نعيش حالياً في عصر العولمة والتطور التكنولوجي المتسارع الذي اختصر المسافة بين الأطفال والعلم حتى أصبح اقتناء الأجهزة الالكترونية الحديثة أحد متطلبات الحياة العصرية الأساسية.
يعد الحاسب واحداً من أهم الوسائل التعليمية الممتعة لما يحتويه من خصائص (ألوان ورسوم وأصوات)، ولمواكبة المستجدات الحديثة أصبح من الأساسيات في كل منزل ويتم استخدامه من قبل جميع أفراد الأسرة، ولكن يجب أن نكون حذرين في استخدام أطفالنا للحاسب وذلك وفقاً للخصائص النمائية التي تميز كل مرحلة عمرية، فالطفل مثلاً قبل سن 3 سنوات لا يناسبه استخدام الحاسب وذلك لاعتماد هذه المرحلة على الخبرات الحياتية من تفاعل أسري وغيره.
أما بالنسبة لطفل بسن 3 إلى 5 سنوات فاستخدام الحاسب يبدأ بمساعدة الأهل أو المربيين وبشكل تدريجي، ويكمن دورهم في المراقبة والتوجيه وذلك لمنح الطفل فرصة لتنفيذ مهام التعلم بشكل مستقل ليكتسب طرق الاكتشاف والتجريب والتعلم الذاتي.
أما الطفل بسن 5 إلى 8 سنوات فهو قادر على القراءة ويقل اعتماده على الرسوم، وهنا يكمن دور المربين والأهل ليصبح موجهاً ومسهلاً لعملية التعلم.
يعتبر الحاسب من الوسائل التعليمية التي تحمل آثاراً إيجابية للطفل وبنفس الوقت فإنه يحمل بعض الانعكاسات السلبية، فمن الناحية الإيجابية نذكر ما يلي:
- ينمي العديد من القدرات لدى الطفل كـ (الفنية، اللغوية، الاجتماعية، التآزر اللفظي البصري الحركي، وتنمية القدرة على الابتكار وحل المشاكل…… وغيرها).
- يراعي الفروق الفردية بين الأطفال ويتيح لكل طفل التعلم بطريقته وسرعته.
- يراعي مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم، حيث يستخدم برامج تمنح حق التعلم لكل الأطفال على اختلاف مستوياتهم العقلية والاجتماعية.
- يزيد ثقة الطفل بنفسه من خلال التغذية الراجعة التي يحصل عليها عند مروره بخبرة ناجحة.
أما الانعكاسات السلبية فنذكر منها:
- أضرار بدنية وصحية ( الإجهاد العصب، السمنة، الكسل، الخمول الجسدي، الصعوبة في التركيز والانتباه، اجهاد العين والبصر، زيادة نسبة الكهرباء في المخ مما يؤدي إلى التشنجات ونوبات الصرع، آلام الرسغ والرقبة وأوجاع في الهيكل العظمي بشكل عام……..وغيرها).
- أضرار نفسية اجتماعية (الخجل، اضطراب في النوم، قلق، توتر، العزلة الاجتماعية و الانطواء وذلك نتيجة عدم تفاعل الأطفال مع أقرانهم بشكل كافِ، كما أن بعض الألعاب التي تحمل طابع العنف، العدوانية مما يؤدي إلى تعلم الطفل العدوانية…… وغيرها).
من هنا كان لابد لنا من ايجاد الحل للاستفادة من الحاسب واستخدامه بشكل هادف بعيداً عن آثار السلبية وذلك من خلال:
- تحديد ساعات الجلوس أمام شاشة الحاسب بحيث لا تتجاوز المدة 20 إلى 30 دقيقة يومياً بحد أقصى.
- أن يختار الطفل النشاطات التي تشبع اهتماماته وميوله بإشراف الأهل.
- أن لا يتوقف عن اللعب والقيام بالأنشطة الضرورية لنموه، كالتواصل مع الأقران، و قراءة الكتب، و التعلم وفق أساليب التربية التقليدية المجربة والحقيقية لكي يستطيع الاستفادة من الخبرات الحياتية في نموه البدني، الاجتماعي، والعقلي، والعاطفي.
- اختيار الألعاب مع الطفل بحيث تكون إرشاداتها وقواعدها تناسب مرحلته العمرية ومشاركته فيها، وتحديد عدد الساعات المسموح بها للعب بحيث تكون معتدلة غير ضارة.
- قراءة القصص للطفل، بهدف غرس حب القراءة بداخله.
- مشاركة الطفل في الرسم، فالرسم يخرج طاقة الطفل الكامنة كما يساعده على التخيل والإبداع، وهنا يمكن الاستفادة من برنامج الرسام، حيث يستطيع الطفل اختيار الأشكال والألوان، وهذا يفتح أمامه أفاقاً جديدة في التعلم.
- وضع العديد من النشاطات البديلة مثل: (الألعاب الجماعية والنزهة إلى الحدائق العامة، أو مباراة رياضية أو تركيب قطع مرسومة في مجلة، أو زيارة قريب…. وغيرها)
- وضع الكثير من المجلات والقصص في غرفة الطفل وذلك لجذب انتباهه لقراءة القصص.
سماح السلطي /دائرة الأبحاث والدراسات