العقاب البدني ,هل هو الطريق الأمثل لتأديب الأطفال؟؟؟؟؟
بقلم المعلمة شيرين شاهين
عندما يسيء الطفل التصرف، أو يظهر التحدي، أو يتصرف بطريقة غير لائقة، وخطرة، يكون رد فعل الوالدين بالامتعاض وإظهار عدم الرضى عن هذا التصرف، والرغبة بتغييره، ويعتقد الأهل خطأً أن الضرب طريقة مباشرة وفعالة لذلك، إلا أن للضرب في واقع الأمر انعكاسات سلبية خطيرة أهمها:
1- الخوف، فالضرب يعلم الطفل الخوف من والديه، وليس الاستماع إليهما أو احترامهما، ويجعله يحس بالاستياء والإهانة، ويدفعه للسلبية وعدم التعاون، مما ينتج عنه فقدان الوالدين القدرة على التواصل مع الطفل بشكل فعال.
2- العنف، يعلم الضرب الطفل أن العنف أسلوب مقبول لحل المشاكل، فليس من المفاجئ أن تخلص بعض الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتعرضوا للضرب يتصرفون بعنف ويضربون الأطفال الآخرين، ويصبحون بالغين عنيفين.
3- انعدام الثقة، يتعلم الطفل انه عندما يخطأ فسيقوم الأهل بمعاقبته بدلا من إعطاءه التوجيهات والتعاطف معه، مما يؤدي إلى تآكل الثقة ويعطل الروابط بين الوالدين والطفل، في مرحلة يكون الطفل فيها أحوج ما يكون لوالديه لبناء ثقته بنفسه.
4- سوء تقدير الذات، أظهرت العديد من الدراسات أن ضرب الطفل لا يسبب له الأذى الجسدي فقط، بل يمكن أن يجرح إحساسه، فيتملكه الإحساس بالذنب، وتبرير ضربه من قبل الأهل لكونه سيئا ويستحق ذلك، وبمرور الوقت سيصبح إحساسه بأنه سيء جزءاً من شخصيته وهويته، وقد أثبتت الدراسات بأنه بغض النظر عن طريقة الرعاية الأسرية فإن الضرب يؤدي دائما إلى سوء تقدير الذات.
5- خطر التعرض للإصابات، يمكن أن يشكل ضرب الطفل خطرا جسديا عليه، خاصة في حالة التهور وضرب الطفل بشكل أقسى مما هو متوقع، يمكن أن يسبب الضرب بكدمات للطفل، أو جروحا، أو تؤذي الأنسجة الرقيقة، وأحيانا قد يصل الأمر إلى دخول الطفل المستشفى بسبب الضرب المبرح.
وفيما يلي مجموعة من الأفكار التربوية البناءة للمساعدة على تأديب الأطفال دون اللجوء إلى العقوبة البدنية:
* توجيه الطفل بأوامر ايجابية بدلا من الأوامر السـلبية، فمثلا اسـتعمال كلمة “افعل” تعطي مردودا أفضل من “لا تفعل” لذلك يجب تجنب أفعال النهي في إعطاء القواعد الهامة، ومن ثم ضرورة الثبات عليها، فمثلا: “لا تركب دراجتك في الشارع بدون مرافق راشد” قاعدة هامة، يجب أن لا تكسـر حتى لو كانت هناك حاجة لإرسـال الطفل في مأمورية ضرورية.
* تحديد المطلوب عند إخبار الطفل بالمطلوب منه، مثلا: “تأدب عندما نذهب لزيارة عمتك” كلمة غامضة، يفضل إعطاء الطفل تصورا عما هو متوقع منه أن يفعله في بيت عمته. وتفسـير السـبب، مع التأكد من فهمه للمطلوب، لأنه إذا فهم فسيمتثل على الأغلب، أما مقولة “لأنني قلت ذلك” فهي لا تعلم الطفل شيئا عن طريقة التصرف السليم، وفي الحالات الطارئة يجب الإصرار على أن يطيع الطفل الأوامر، ثم يتم الشـرح لاحقا.
* يترك للطفل حرية التعبير عن مشـاعره كالغضب والحزن أو خيبة الأمل، ويجب التعاطف معه، وسـؤاله عن رأيه في كيفية التصرف لتحسـين الأمور، وفي نفس الوقت، وضع حدود للسـلوك غير المناسـب، مثلا: قـام أخوه بتحطيم لعبته، فيمكن مبادرتـه بالقول: “اعلم انك غاضب لان أخـاك حطم لعبتك، لكن هذا لا يعني أن تضربه، أو تطلق عليه صفات سـيئة ومهينة”.
* خلق حوافز ايجابية للطفل، فهذا أدعى أن يفعل مـا يطلب إليه أن يفعله، بمحاولة منحه ردود فعل ايجابية أكثر من السـلبية.
* المرونة في التعامل، فلا ضير من تقبل احتياجات الطفل ورغباته، إلا إذا تعلق الأمـر بالقواعد الهامة، وخاصة الأمور التي تتعلق بالسـلامة.
* عندما يفعل الطفل شيئا يجب أن لا يفعله، فعدم الموافقة عقاب كـاف، أما إذا كان لا بد من فرض عقوبة اكبر، فيجب أن يتناسـب حجم العقوبة بشكل منطقي مع حجم الخطأ، فمثلا إذا قام الطفل بإحداث فوضى على ارض الغرفة، فالعقوبة تكون بأن يقوم بالتنظيف، وإذا لم يكن هذا كافيا، فيمكن إيجاد مهمة أخرى ليقوم بها.
* في حال أسـاء الطفل التصرف، ورفض الاستجابة إلى طلب الوالدين بالتوقف، فان فرض وقت مستقطع قد يكون مناسـباً، فالفكرة من الوقت المستقطع هي إبعاد الطفل عن مكان ممتع يقوم فيه بتصرف سيء، إلى مكـان هادئ ومحايد حتى يهدأ ويفكر فيمـا ارتكبه، وليتم السـيطرة عليه، (الحافز هنا إعادته إلى المكان الممتع الذي كان فيه) ويتم استعمال هذا الأسلوب من وقت لآخر حتى لا تفقد أهميتها.
* الطلب إلى المربية في الحضانة، أو معلمة المدرسـة، والأقـارب، والأصدقـاء الالتزام بالأسـلوب المتبع لتأديب وتربية الطفل، ليتصرفوا بطريقة تتناسـب مع قرارات الوالدين. ويجب معرفة سياسة المدرسة أو الحضانة، والجو المحيط بالطفل أثناء وجوده فيها.
* من الهام جدا أن يكون الوالدين نموذجا ومثالا يحتذى به، بالقيام بالتصرف الصحيح، وعدم التردد في الاعتراف بالخطأ والاعتذار عند القيام بسـلوك خاطئ.