التهريج (1)
ينتشر لدى بعض الأطفال سلوكيات تتسم بكثرة المزاح والتصرفات السخيفة التي لا تتناسب مع الموقف, وتتنوع تلك السلوكيات بين القهقهة المتكررة دون سبب, وتصنع حركات ملفتة للنظر في الوجه وإصدار أصوات غريبة, وبينما يقوم بعض الأطفال بهذه السلوكيات بشكل عفوي يتعمد بعضهم الآخر القيام بها والمبالغة في تكرارها .
يطلق على مجمل تلك السلوكيات السخيفة وغير المناسبة اسم “التهريج” الذي يلاحظ لدى الأطفال الصغار, ورغم أن سلوك التهريج يميل إلى أن يقل تدريجياً مع تقدم الطفل في العمر إلا أن مكمن الخطورة يتمثل في احتمالية تحول هذا السلوك إلى عادة ويصبح مع مرور الوقت جزءاً من شخصية الطفل وربما يحتفظ بصورة المهرج عندما يصبح راشداً.
ويظهر التهريج كنتيجة لمجموعة من الأسباب التي يعتبر من أبرزها بحث الطفل عن الاهتمام من خلال نزوعه للسلوك بشكل سخيف وملفت للنظر محاولاً من خلال ذلك جذب انتباه الآخرين, فنجد بعض الآباء يستمتعون بسلوك التهريج ويمتدحونه ويكافئونه الأمر الذي يعزز هذا السلوك ويزيد من تكراره وبالتالي تحوله إلى عادة لدى الطفل, وفي المقابل قد يبالغ بعض الآباء في ردود أفعالهم تجاه سلوكيات التهريج لدى طفلهم ويظهرون رد فعل سلبي جداً تجاه تلك السلوكيات ويقومون بمعاقبة الطفل بقسوة مما يعزز أيضاً سلوك التهريج ويحافظ عليه.
كما ويلعب تأثير الرفاق دوراً قوياً ولا يستهان به في تعزيز سلوك التهريج لدى الطفل المنبوذ الذي يتوق إلى الاهتمام, الأمر الذي يدفع به إلى التصرف بغباء وسخافة رغبة منه في الحصول على الاهتمام والمحافظة عليه. كما أن بعض الأطفال يتصرفون بسخافة كي يصرفوا الانتباه عن مشكلتهم الحقيقية, وبالتالي لن يلاحظ الناس مايدركونه في أنفسهم من عدم الكفاءة ولن يروا الا سلوكيات التهريج المضحكة.