تشجيع الطفل منذ سن مبكرة على الاستقلال.. يسهم في نمو شخصية فريدة و ناضجة
بقلم الباحثة أسيمة ظافر
تتعدد الأساليب الأسرية المتبعة في تنشئة الأبناء وتربيتهم وذلك تبعا لاختلاف ثقافة الوالدين وطبيعتهم, ونظرتهم نحو الحياة , فتتنوع بالتالي معها المناخات الأسرية وأشكال التفاعلات بين الوالدين, وبين الوالدين و الأبناء,
فبعض الأسر يسودها مناخ سلبي مليء بالقوانين والحدود الجامدة والصارمة التي تقيد وتعيق نمو الطفل وتطوره,وبعض الأسر يسودها مناخ ايجابي سوي يتيح للطفل الفرصة لكي ينمو ويكبر وينضج في أجواء تسودها المحبة والألفة و تمنحه الفرصة ليعبر عن رأيه بحرية, تساعده وتشجعه على تحمل مسؤولية نفسه, وتنمي لديه القدرة على اتخاذ القرار والقدرة والاستعداد على تحمل تبعاته ونتائجه, مثل هذه الأسر تدرك أهمية وضرورة تنمية السلوك المستقل لدى الطفل وتشجيعه على التصرف بشكل أكثر استقلالية حيال المواقف المتعددة .
هذه الأسر لا تنظر إلى الاستقلالية على أنها نزعة للتمرد وتجاوز الحدود والقوانين المتبعة في الأسرة بل تدركها وتتعامل معها بإعتبارها أمر طبيعي ومهم لنمو شخصية الطفل الفريدة والمستقلة والمختلفة عن شخصية والديه, فهي تأخذ بيد الطفل وتخطو معه نحو النضج والاعتماد على النفس ومنذ سن مبكرة وذلك كله يتم تحت رعايتها وتوجيهها وإشرافها.
فالأسرة التي تدعم وتشجع الاستقلال لدى طفلها إنما تسهم في تنمية قدراته المعرفية والعقلية والإبداعية أيضا. مثل هذا الجو الايجابي المملوء بالطمأنينة والتفاعلات الايجابية بين الطفل ووالديه من شأنه أن يمنح الطفل الثقة بذاته وبوالديه وبالعالم من حوله, فيغدو الطفل قادرا على التعاطف مع الآخرين والتعبير عن مشاعره واتخاذ القرارات المسؤولة, ومواجهة مختلف المواقف في الحياة بقوة وصلابة دون الحاجة إلى الانسحاب أو الاتكال على الآخرين ليحلوا له مشكلاته, فينمو الطفل راشدا مفعما بالرضا والطمأنينة قادرا على أن يوجه ذاته ويحدد خياراته دون أي تردد أو ضعف أو إحساس بالعجز.