كيف تدعم طفلك في الحروب والكوارث؟
تعتبر الحروب بنيرانها من أشد الأشياء قسوة على نفسية الصغار والكبار معًا، والأطفال هم الأكثر تضررًا بأحداثها، والأكثر حاجة للمساعدة النفسية للتخلص من الخوف والقلق إزاء ما يشاهدون ويخبرون.
ومما لا شك فيه تشكل ظروف الكوارث والأحداث الصادمة اهتزازاً للثقة بالنفس وبالآخرين، فشعور الطفل بالخطر الذي يهدد حياته، والخوف والقلق المتزايد الذي يؤثر في سلوكه ومزاجه، تؤدي الى ان تتكون لديه العديد من ردود الفعل الحادة على الصعيد النفسي والاجتماعي والفسيولوجي، مثيرة بذلك أزمة وصدمة نفسية للطفل، فيصبح ضحية الخوف الشديد والكوابيس والكآبة وغيرها من الاضرابات الانفعالية وهو في أمس الحاجة لتقديم المساندة النفسية ليس من الأهل فقط أو من الاختصاصين النفسيين إنما أيضاً من المتطوعين وفرق الطوارئ والأطباء اللذين يتواجدون باستمرار في مواقع الأحداث .
وفيما يلي أقدم بعض ارشادات الدعم النفسي الأولي للأسرة والمتخصصين للتعامل مع الأطفال في أثناء الحرب:
1- الطفل يشعر بحجم المآساة والألم من تعابير الكبار حوله، علينا أن نصمد أمام آلام أطفالنا ونمنحهم الشعور بالأمان ،، وذلك من خلال تأمينهم في مكان آمن من القصف ، والتواجد المستمر برفقته لأحد الكبار بالتناوب.
2- تزداد عند أطفال الحروب والأزمات ظاهرة الحماسة ، وعدم الاستقرار ، وكثرة التساؤلات والنهم في تناول الأطعمة ، هذه السلوكيات يجب التعامل معها بحذر لأن أي تعامل سلبي عنيف معها ينتج سلوك مضطرب لأطفالنا مستقبلاً، علينا استيعاب سلوكيات أطفالنا وتقبلها والتعامل معها بهدوء فالأجواء لا تحتاج إلى شحنات من الغضب أو التوتر “ضبط النفس قدر الامكان ” والتناوب في مرافقة الأطفال أي يجب أن لا تكون الأم برفقة الأطفال طوال الوقت ولا على الأب كذلك ،، علينا ككبار تبادل أوقات مرافقتهم حتى لا تجهد طاقاتنا ولا تهدر قوتنا في الصمود أمامهم ومعهم.
3- توزيع الأدوار بين الكبار في الأسرة يعد عاملاً هاماً في احداث فرق نفسي لدى الأطفال، حيث لكل شخص من الكبار ما يميزه لذلك توزيع الأدوار وأوقات المناوبة يجعل من وقت الأطفال أكثر قيمة ويمنحهم الأجواء الايجابية حتى رغم ضغوط الحرب.
4- شغل انتباه الأطفال بأنشطة منزلية مناسبة لأعمارهم عن مشاهدة أحداث الدمار والقتل والدماء عبر التلفاز.
5- التجاوب مع أسئلة الأطفال بصورة صادقة ومنطقية وبسيطة عما يدور في الأجواء من أحداث وتعليمات للحذر ومنها يتعلم الأطفال أهمية اتباع ارشادات الكبار وقت الأزمة.
6- تقسيم وقت الأطفال ما بين الدراسة المنزلية من الكتب المدرسية ، واللعب الجماعي أو الفردي وممارسة الهوايات المفضلة للطفل.
7- مشاركة الأطفال ما يحبون من لعب ، أو أفلام ، أو أنشطة تنموية كنشاط الرسم والألوان فأن من شأن هذه الرسومات أن تساعد الطفل على اسقاط مخاوفه وقلقه من حالة العدوان والقتل والخسارة والتي لا يعبر عنها بالكلام بصورة قليلة فقدرته الحركية أسهل بكثير ليعبر عن كل ما يقلقه ، والرسم وسيلة جيدة لاستثمار هذه الطاقة وتحويلها من طاقة سلبية إلى طاقة ايجابية .
8- اشراك أطفالنا في مسؤليات الأسرة في حالة الحرب منها رعاية من هم أصغر منهم سناً ، او مساعدتهم في الدراسة ، أو اللعب أو التسلية ، كون الطفل شعر أنه يقدم شيئاً في حالة الأزمة إذن فهو يشعر بالتحسن وحسن الاستمرار.
9- عند ساعات المساء علينا رواية القصص التي تملأها اشارات الأمل والمستقبل الجميل و الشجاعة لأثرها الايجابي على الطفل .
10- بعد انتهاء أزمة الحرب علينا تشجيع أطفالنا لمساندة الآخرين خاصة في الاطمئنان على سلامة زملائهم في الدراسة أو مساعدة الجيران، وممن يحتاجون للعون، هذا يشعرهم بالقوة ويدربهم على المشاركة وحسن المسؤولية.[pb_builder]