لماذا نهتم بموضوع كموضوع الإبداع في مرحلة الطفولة المبكرة؟

يُشكل حسن اهتمامنا بالطفل الموهوب ووعينا بكيفية التعامل مع مواهبه عاملاً أساسياً في تجنيبه التعرض لمخاطر توصف بالخطيرة:

  •     الاكتئاب ،وارتفاع فرص نمو الميول الانتحارية
  •     الانسحاب من التفاعل الاجتماعي
  •     الشعور بالاغتراب وتفاقم العزلة

 

ما طبيعة العلاقة بين الدماغ والابداع؟

حتى نستطيع الولوج إلى طبيعة العلاقة بين التركيب الدماغي ونمو الإبداع علينا أولاً أن نحدد المفهوم الذي نتبناه عن الإبداع.
الإبداع حسب الموسوعة الفلسفية العربية: هو إنتاج شيء جديد أو صياغة عناصر موجودة بصورة غير مألوفة في إحدى المجالات كالعلوم والفنون والآداب.
ويعرفه باحثون على أنه قدرات واستعدادات يمتلكها الفرد نتيجة مشاهدات وخبرات وهو فعل لا يأتي من فراغ بل نشاط مقصود يسعى الفرد إلى تحقيقه لما فيه من فائدة له وللمجتمع، وقد يكون استجابة لحاجة أو لتحد يواجهه الشخص المبدع. إذاً: يتضمن الإبداع بين طياته (صياغة عناصر موجودة بصورة غير مألوفة)
والسؤال الهام هنا, كيف تتم هذه العملية داخل الدماغ؟
(لمن يهمه متابعة التفاصيل العلمية حول
–    تطوير فهم أفضل لتركيب الدماغ والقواعد العامة لوظائفه.
–    علاقة تراكيب الدماغ ووظائفها مع العمليات العقلية.
–    تركيب الاجزاء التشريحية المرتبطة بالعمليات العقلية, وهي الدماغ /تركيب ماكروسكوبي/، والعصبون والوصلة /تراكيب ميكروسكوبية – مجهرية/)

اقرأ العلاقة بين الدماغ والعصبون

–    هل من الضروري البدء بتنمية الإبداع في سن مبكرة؟
كل طفل مشروع مبدع
نشر العالم تورانس عن المجتمع الياباني بأنه يتميز بعدد كبير من فائقي الإنجاز مقارنةً بباقي دول العالم وأرجع ذلك إلى ثقافة هذا المجتمع الميسرة للإبداع والتفكير الإبداعي ومظاهر الجد والدقة والنظام والجهد المكثف والتدريب على حل المشكلاتبدءاً من مرحلة رياض الأطفال. هكذا فقد استثمر اليابانيون في أطفالهم في السابق فأصبحوا مبدعي الحاضر،فالبدء بتنمية الإبداع ضروري لأن:
•    الاتجاه الإبداعي كامن في الجنس البشري
•    الإبداع هو صفة مشتركة بين جميع الأطفال
•    إذا لم يتم تشجيع الأطفال على الإبداع خلال مرحلة الطفولة المبكرة فإن تشجيعهم بعد ذلك يكون قليل الجدوى.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن أفضل وقت يتعلم فيه المخ هو خلال السنوات العشر الأولى من عمر الطفل وذلك لعدة أسباب منها:
– النمو السريع للوصلات العصبية.
– قدره عالية على التكيف مع الظروف السائدة.
– قدر من قوة الملاحظة.
– تطوير القدرات بطريقة أسهل من السنوات التالية.
لذلك يبدأ المربي بتنمية الإبداع عند الطفل في سن مبكرة حيث تكون الوصلات العصبية عند الطفل ذو السنتين مساوية للوصلات العصبية عند الراشد أما في سن دخول الروضة (3 سنوات) فيكون عدد من الوصلات العصبية مساوٍ لضعف عدد الوصلات عند الراشد، حيث تتكون بسرعة 3 بليون وصلة في الثانية خلال الفترة من الولادة وحتى سن 10 سنوات وتستمر في الوجود والعمل باستخدامها واستثارتها وربطها بوصلات جديدة، أما إذا أهملت فإنها تضعف ولا تعمل وتضمحل لذلك يطلب من المربي ضرورة أن يغير تصوره لفكرة التعلم فالكثير من الفترات الحاسمة أو الحساسة والتي تسمى بنوافذ الفرص تقع في هذه المرحلة العمرية المبكرة، حيث تكون القشرة المخية أنشط ما يمكن وتكون احتمالية تعلم الطفل لمهارة ما أعلى ما يمكن. كما يمتلك دماغ الطفل مرونة عالية حيث أن بناء الشبكة العصبية وإعادة بناءها في حالة التلف سريع جداً عبر مرحلة الطفولة المبكرة.