الإدارة علم أم فن؟

كثرة الجدل واحتدام النقاش حول ماهية الادارة و طبيعتها، هل الادارة علم ؟ هل الادارة فن ؟ هل الادارة قابلية واستعداد؟ هل الادارة انطلاق شخص يتحلى بمجموعة من الصفات؟ ويصعب وصفها، أو يصعب اعطاء وصف علمي دقيق يعبر عنها، ويفصح عن حقيقتها .
هناك العديد من الإتجاهات التي تعنى بهذا الموضوع و تبرر تبنيها لهذا التوجه على حساب الأخر بناء على معطيات رأى فيها أصحاب هذا التوجه الحجة الكافية لتبرير موقفهم و اعتقادهم حوله فمنهم من رأى في الإدارة علماً قائماً بحد ذاته له أسس و قواعد ثابتة ، و منهم من رأى فيها فن و منهم من قال إنها ملكة و موهبة فطرية ذاتية …..
و فيما يلي استعراض لأهم هذه الإعتقادات و مسوغاتها :
الاتجاه القائل بأن الادارة العامة علم
ويستند أنصار هذا الاتجاه الى الحجج التالية :
1-ذهب أنصار هذا الاتجاه الى القول بأن الادارة العامة علم ، وذلك على اساس أنها تقوم على مجموعة من المبادئ والقواعد التي استمدت وجودها عن طريق الملاحظة والتجربة .
2-أن الادارة العلمية منذ نشأتها تستعين بالأسلوب العلمي في البحث والدراسة عن كل ما هو جديد فى جميع المستويات عامة ومستوى الإدارة خاصة
3-أن العملية الادارية وما تتضمنه من مراحل كالتخطيط والتنظيم والرقابة تقوم على ثابتة وتعتمد على البحث العلمي.
4-أن الادارة العامة علم تطبيقي لا تجريدي .
5-إن وصف الادارة العامة بالفن قول غير سديد لما يتضمنه ذلك من الخلط بين الدراسة والتطبيق.
6-إن علم الادارة العامة يحرص على الاستفادة من نتائج أبحاث العلوم الانسانية الاخرى.
7- تأثير مهارات الاداريين الشخصية عل حسن سير الادارة لا يقلل من أهميتها .
8- العلم هو مجموعة المبادئ والنظريات القابلة للتطبيق في كل زمان ومكان .
الاتجاه القائل بأن الادارة العامة فن
استند أنصار هذا الاتجاه الى الحج التالية :-
1-ذهب أنصار هذا الاتجاه الى القول بأن الادارة العامة فن لأنها تعتمد اساسا على المهارات الذاتية والقدرات والمواهب الشخصية.
2-أن الادارة العامة تقوم على قواعد غامضة وغير مؤكدة وهو ما يتنافى مع مفهوم العلم.
3-أن الادارة لم تقم في بدايتها على اسس علمية أو مبادئ نظرية وانما قامت في التاريخ القديم.
4- أن الإدارة نشاط حتمي تتحقق بصورة تلقائية وتفرض نفسها داخل كل المنظمات.
5-أن الادارة فيما مضى لم تكن تعتمد على اية قواعد موضوعية .
6-ان الادارة المدنية القديمة نجحت في مباشرة نشاطها قبل ظهور علم الادارة العامة في ثوبه الحديث كالإدارة الاسلامية والادارة المصرية القديمة .
الاتجاه القائل بأن الادارة العامة علم وفن في ذات الوقت
استند أنصار هذا الاتجاه الى الحجج التالية :
1- من يتوالى وظيفة ادارية أيا كان القدر من العلم الإداري الذى حصل عليه، لا يكون هذا دليلاً قاطعاً على حسن قدرته في تصريف الامور الادارية ، وإنما ينبغي أن يضيف الى هذه العلوم معارف اخرى من المواقف التي تقابله .
2- الإدارة ليست علما تجريديا خالصا كسائر العلوم الطبيعية التي تعتمد على الظواهر والمشاهدة ، وهى ليست أيضاً فناً بحتاً تعتمد فقط على المواهب والتصورات الذاتية الشخصية ، وانما هي مزيج من العلم والفن في أن واحد .
فالإدارة علم ، من حيث أنها تعتمد علي اساليب البحث العلمي في بعض مجالاتها المهنية مثل التخطيط والتنظيم ، والعلاقات الانسانية وعملية اتخاذ القرارات وتخطيط وإدارة الموارد المالية.
والإدارة فن حيث أنها تعتمد على الموهبة والقدرة الشخصية على كيفية وضع الاسس العلمية موضع التنفيذ بكفاية .
3- الادارة هي فن استخدام العلم ، فالعلم يرسى لرجل الادارة ما ينبغي أن يلتزم به من قواعد ومبادئ تم اكتشافها عن طريق المشاهدة والتجربة، والفن يتيح له تطبيق القواعد بأكبر قدر من الفاعلية.
4- الجمع بين العلم والفن في مجال العمل الإداري هو أحد الاسباب المهمة التي تزايد من قدرات الشخص الادارية، فرجل الادارة الناجح يمكنه أن يزيد من قدراته في العمل الميداني اذا ما سعى الى التطوير افكاره وتنمية معلوماته عن طريق التعرف على نتائج التجارب العلمية .
5- توصف الإدارة بأنها علم وفن في نفس الوقت الفن حيث أنهما ليسا متناقضتين ولا بديلين بل انهما متممان يكمل كل منهما الاخر.