حكاية للكبار فقط

بقلم: ردانة سلامة
كان ياما كان في قديم الزمان، هكذا تبدأ جميع الحكايات التي كنا ننتظر جدتي لتحكيها لنا وعيوننا الصغيرة تحدق بتجاعيد وجهها ولكن في حكايتي هذه لا يوجد فارس على حصان أبيض ولا سندريلا ولا يوجد فتاة صغيرة تتمشى في الغابة بين الزهور وتحاكي العصافير.قصتي هذه ليست للصغار الملتفين حول جدتهم قصة موجهة للكبار فقط.

حكايتي تتحدث عن أطفال كان همهم الوحيد هو كيف يتسللون من المنزل ليلعبون مع أصدقائهم في الحديقة وبعضهم كان همه أن يأتي وقت الغروب لكي يذهب ويهزم الفريق الآخر في كرة القدم بعد أن كانوا قد  هزمهم في اللعبة الماضية، وهناك (بنوتات) بجدايل تحاكي الشمس بجمالها تجتمع لتلعب لعبة بيت بيوت وكل بتوته مها لعبتها التي تحاكيها على أنها ابنتها.
هؤلاء هم أطفال بلادي، أطفالنا الذين يحاكون الملائكة ببراءتهم وجمال أحاسيسهم ولكن الآن تغيرت هموم أطفالنا وحتى ألعابهم أصبحت كلها تعبر عن الحرب وإطلاق النار والقذائف، حتى براءة أطفالنا قد سلبت من عيونهم من تصرفاتهم حولت إلى خوف .. إلى قلق.
أصبحت ألعابهم كلها عبارة عن ( مسدسات- بنادق) أو أشياء أخرى تدل على الحرب والقتل.
تخيلوا بأن أطفالنا الصغار أصبحوا يرددون عبارات سياسية  لا يعرفون معناها أو حتى في أكثر الأحيان لايلفظونها بالشكل السليم.
أين هم السنافر الصغار( هكذا كنت أسميهم عندما أراهم بمريول المدرسة وهم متجهون في الصباح إلى مدارسهم ) يالله ما أجمل منظرهم وهم يتسابقون للوصول للمدرسة وضحكاتهم تملئ السماء وتنافس بجمالها زقزقة العصافير.
{وتوته توته خلصت الحتوته}
هذه هي حكايتنا أيها الكبار وفي نهاية كل حكاية نفتح الباب لنضع نهاية مغايرة لنهاية القصة والباب مفتوح الآن للجميع لنغير هذه النهاية ونضع بداية جديدة وجميلة لأطفالنا فالجميع مسؤول ومساءل.