تغذية الحامل وانعكاسه على صحة الجنين

إذا كنا نوصى بالتغذية السليمة للفرد فالأجدر بنا أن نؤكد على ضرورة الاهتمام بتغذية الحامل لأن إهمال السيدة غير الحامل للتغذية يضر بصحتها فقط، في حين أن إهمال الحامل للتغذية السليمة يضر بصحتها وصحة جنينها . وإنها بذلك لا ترتكب جريمة  في حقها فقط ولكن فى حق المجتمع بإخراج طقل مريض لا يقوى على مواجهة البيئة فيكون ضعيف الجسم والادراك. وغير قادر على الإنتاج لذلك يجب أن يحتوى غذاء الأم على جميع العناصر الغذائية التي تغطي احتياجاتها الشخصية طبقا للمجهود الذى تؤديه والتي تكفي كذلك احتياجات الجنين حيث يستمد كل احتياجاته  من الأم وفي حالة نقص التغذية  الشديد فإن ذلك يؤثر على كل من الام والجنين.

إذا كانت تغذية الحامل طبيعية قبل الحمل أي أنها تتناول احتياجاتها من جميع العناصر الغذائية فإنها لا تحتاج الى إضافات اخرى فوق ذلك، وفى اثناء فترة الحمل تحتاج الى زيادة فى كميات الطعام بما فى ذلك أطعمة البناء وأطعمة الوقاية.

السعرات:
تحتاج الام الحامل ابتداء من الحمل الى 200 سعر حرارية يومياً على احتياجاتها الطبيعية اذا استمرت فى احتفاظها لما تؤديه من مجهود. إلا أن بعض الحوامل خصوصا الحامل لأول مرة قد تقلل من المجهود الذى تقوم به عادة قبل الحمل وفي هذه الحالة تقل كمية السعرات وإذا قل المجهود أو النشاط الذى تقوم به لدرجة كبيرة فقد لا تحتاج الى أية زيادة فى السعرات.

البروتين:
تحتاج الحامل إلى زيادة تقدر بثلث احتياجاتها من البروتين وهذه الزيادة ضرورية للمحافظة على صحة الأم والجنين وضمان استمرار الحمل ويمنع من حدوث تسممات الحمل ومن أعراض نقص البروتين الشديد،الأوديما وانتفاخ الوجه لذلك يجب أن تزيد الحامل من تناولها للأطعمة البروتينية ويفضل أن تكون من البروتين العالي فى قيمته الحيوية مثل اللحوم والبيض والجبن وإن تعذر ذلك فيمكنها زيادة ما تتناوله من بقول مثل العدس والفول واللوبيا.

الأملاح المعدنية:
وتعتبر من أهم العناصر الغذائية المهمة للحوامل

الكالسيوم:
تكون أهميته فى الحفاظ على عظام وأسنان الأم كما أنه مهم لبناء عظام الجنين وأسنانه فتحتاج الأم إلى زيادة الكالسيوم فى الغذاء 1.2 جم وتستطيع الحصول على هذه الكمية من اللبن والجبن والبيض والخضروات الخضراء ولامتصاص الكالسيوم يجب ان يكون هناك توازن بين الكالسيوم والفوسفور فى الطعام وهذا التوازن متوفر فى اللبن ومنتجاته . كما أن الإمتصاص يلزمه فيتامين( د) الذي يمكن الحصول عليه بتعريض جزء من جسم الحامل لأشعة الشمس المباشرة وليكن اليدين والرجلين . ونقص الكالسيوم يؤدي إلى لين عظام الأم.

الحديد:
نظرا لانقطاع الطمث أثناء فترة الحمل فلا تحتاج الحامل إلى زيادة تناولها من الحديد إلا إذا كانت مصابة بالأنيميا قبل الحمل فعليها فى هذه الحالة الإكثار من الأطعمة الغنية بالحديد مثل الكبد واللحوم و العسل الأسود والخضروات الخضراء كما أنها يجب أن تتناول أقراص الحديد وحمض الفوليك فى حالة وجود الانيميا أثناء الحمل وأهمية ذلك هو إعطاء الفرصة للجنين للحصول على احتياجاته فى فترة التكوين وكذلك لاختزان ما يلزمه  فى الأشهر الأولى بعد الولادة نظراً لافتقار لبن الإرضاع للحديد.

الفيتامينات:
يجب أن تشمل غذاء الحامل خصوصاً فى الثلثين الأخيرين من الحمل بالأطعمة الغنية بالفيتامين (أ) من المنتجات الحيوانية أو من الجزر والخضروات الخضراء ، وفيتامين (ب) من اللبن ومنتجاته ، وفيتامين (ج) من الموالح والخضروات الطازجة.

مضاعفات الحمل التى  تستوجب علاج غذائي:
1- الغثيان والقىء:
وقد يحدث في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل غثيان خاصة فى الصباح وعادة ما يكون مصحوب بالقىء وقد أثبتت التجار أن تتناول قطعة من الخبز الجاف قبل مغادرة الفراش يفيد جداً فى تفادي حدوث الغثيان والقيء . كما يجب أن يعطي الحامل فيتامين (ب) المركب إذا كان القىء شديداً كما يجب تفادي الأطعمة التى تسبب لها اضطراب المعدة
2-تسمم الحامل:
سببها غير معروف وقد تظهر على الحامل الأعراض الآتية:
ارتفاع ضغط الدم – ظهور زلال فى البول–  اوديما او تورم الجسم لارتشاح الماء خارج الخلايا – زغللة ودوخة –وقد تحدث تشنجات فى الحالات الشديدة.

 وقد تبين زيادة حدوث تسمم الحمل في الحالات التالية:
أ‌)  السيدات اللاتى يتناولن غذاء سيىء وناقص جداً في البروتين.
ب‌)  السيدات البدينات وخاصة إذا كانت البدانة زائدة فى فترة الحمل.

وفي حالة حدوث التسمم الغذائي للحامل يجب مراعاة الآتي فيما يخص الغذاء:
1- إعطائها غذاء غني بالبروتين والأملاح المعدنية والفيتامين.
2- الإقلال من ملح الطعام أو منعه فى حالات الأوديما الشديدة.
3- فى حالة البدانة تقلل كمية السعرات اليومية بالحد من الأطعمة الكربوهيدراتية والدهنية.